«لفيت كعب داير على 3 مستشفيات حكومية، لإنقاذ ابنى الذى أصيب بنزلة شعبية، كان كل ما يحتاجه أن يوضع على جهاز تنفس صناعى، بعد منازعته ليلة كاملة، بحثاً عن أكسجين ليتنفس، الكل قفل بابه، والأطباء قالوا لى (مفيش سرير)، خديه مستشفى خاص بألف جنيه فى الليلة، وماكانش معانا فلوس فمات».. هكذا مات الرضيع «مينا حلمى جرجس»، 5 أشهر، كما قصت والدته «نرمين» مأساته ومأساة منظومة الصحة فى مصر. «قتله الإهمال والفقر»، قالتها الأم، بعد أن استجمعت قواها لتكمل رواية مأساتها: «أصيب (مينا)، بنزلة شعبية حادة تسبّبت فى ضيق تنفس له، وذهبت به إلى طبيب فى عيادة خاصة، وبالفعل تحسّنت حالته، إلا أن الطبيب أخبرنى أنه يحتاج إلى جلسات تنفس صناعى». «ورغم تأخر الوقت ليلاً، توجهت إلى مستشفى المحمودية العام، لعمل جلسات تنفّس صناعى له، فقال لى طبيب هناك إن حالته جيدة ولا يحتاج جلسات، وأمرنى بالانصراف، فعدت إلى المنزل، إلا أن حالته تدهورت، وظل ينازع طوال الليل، وفى الصباح، عدت إلى المستشفى وأخبرنى طبيب آخر أن حالته متأخرة، وكان لا بد من وضعه على جهاز التنفس الصناعى»، تضيف الأم وهى تغالب دموعها: «حولنى الطبيب بسيارة إسعاف إلى مستشفى دمنهور العام لعدم وجود إمكانيات بالمستشفى، لكنهم رفضوا استقبالنا. «ولأن حالة والده المادية محدودة، لم نتوجه إلى المستشفى الخاص، وذهبنا إلى مستشفى الحميات الذى رفض استقبالنا أيضاً لعدم وجود أسرة، فعدنا إلى المحمودية، ليموت ابنى على يدى»، قالتها الأم وبكت بحرقة.
