«إبرام»..«قُطعت» يده ورجله داخل محطة مصر
فى أيام الرحمات قُطع آخر خيط فى حبل “رحمةالمسئول” على سكة حديد مصر فى أول أيام عيد الأضحى المبارك .
إبرام جمال أنور أبانوب،ناشد الرحمة من قلوب مسئولين لا تعرف للكلمة معنى ولا دلالة .
مواطن مصرى الجنسية،مجند خادم للوطن وظيفته ما قبل الكارثة..أراد أن يناله من عيد أشقائه المسلمين حظاً بأن يقضى إجازة العيد وسط والده ووالدته فى مسقط رأسه بمحافظة أسيوط.
فى صباح يوم الخميس، ذهب “إبرام” إلى سكة حديد مصر، بعد أن استبدل ثيابه العسكرية بثياب مدنية لاستقلال قطار الغلابة إلى مدينته .
كان القطار يهمُ بمغادرة رصيف المحطة، أسرع إبرام محاولاً التعلق بآخر عربات القطار -كعادة كل ركاب قطارات الفقر الاهمال-،لم ينتبه لشئ إلا لرغبته فى اللحاق بالقطار حتى لا يعانى ويلات ومصاريف السفر.
أسرع “إبرام” من خطواته وأمسك بالباب الحديدى فى آخر عربة بالقطار لكنه لم ينتبه إلى نهاية السور الحديدى للمحطة فاصطدم به ليسقط أسفل عجلة القطار ما بين سور المحطة وقضبان السكة الحديد.
كانت السقطة نهاية المطاف له،لم يشعر “إبرام” بما لحق به، فقد بُترتا ذراعه ورجله من فوق الركبة، وتطايرتا بعيداً عنه على قضبان السكة الحديد.
كل ما كان يشعر به أنه لا يقوى على الحركة فظل يصرخ: إلحقونى ..إنجدونى أنا مجند عسكرى .
أسرع إليه المواطنون،يجمعون أجزائه المتناثرة،قربوها منه، رأها بعينه غير مصدقاً لما حل به فى لمح البصر .
طلب منهم نجدته والاتصال بوالده فى الصعيد،فأخرج “الموبايل” من جيبه وأعطاه لأحد المحيطين به لاستخراج الرقم والاتصال بأسرته، رفض رجال الأمن أن يسمحوا لأحد بالاتصال بأهله مهددين: “أى حد هيعمل أى حاجة من غير ما نقوله هنحمله المسئولية”.. حاول المواطنون حمله ونقله بعيداً عن قضبان السكة الحديد فرفض المسئولين فى محطة السكة الحديد منذرين المحيطين مجدداً بتحميلهم مسئولية تحريكه من مكانه، صرخ فيهم الناس: “طب إنقذوه أنتم واحملوه إلى الإسعاف؟”.
مرت الدقائق و”إبرام” يتلمس الرحمة من قلوب مسئولين عليها أقفالها بلا أى استجابة، لم يسعفوه، ولم يتركوا الأهالى تقوم بإسعافه، حتى بدأ صوته يخفو قليلاً قليلاً، ربما غاب عن الوعى وربما يأس من أن يسمع مسئول صوته وهو مُقطع وملقى على القضبان وهو من لم يسمعوا صوته يوماً وهو سليم معافى قادر على الحركة والتعبير.
دقائق طويلة مرت وكأنه ملقى فى منطقة مهجورة بإحدى الطرق الصحراوية،فلا نجدة وصلت ولا مسئول حرك ساكناً من مكانه،فجميعهم اكتفوا بعبارة: “إتصلنا بالاسعاف”.
يقول أحد شهود العيان: كنت أحجز تذاكر سفرى بالقطار أمس أول أيام العيد، وشاهدت شاب يجرى مسرعاً محاولاً اللحاق بأحد القطارات المتحركة على رصيف خط الصعيد، وفجأة؛ أصطدم الشاب بالسور الحديدى ليسقط أسفل القطار، هرولت نحوه مسرعاً فوجدته ملقى على قضبان السكة.
أسرعت محاولاً إنقاذه وحمله من على قضبان السكة فمنعنى الأمن والمسئولين بالمحطة، قائلين:” لا تحركه من مكانه وإلا حملناك المسئولية، انتظر حتى يأتى الإسعاف”،قلت: “نحمله إلى إسعاف المحطة مازال فى وعيه غير مدرك لما حل به”، إلا أنهم أصروا على موقفهم محذرين من الإقتراب منه، جمعت ساقه ورجله المبتورتين وسط التهديدات والوعيد وقلت لهم :” حرام نسيبه كده ده بنى آدام وفيه الروح”، وقمت بجمع ما تطاير من جسده ووضعتها بجواره بعد أن أفرغت ما فى بطنى من هول ما شهدت .
ويضيف شاهد العيان: ظل الشاب يصرخ فى الأمن:” أنا مجند فى الجيش ..أنا زميلكم إلحقونى”، بعدها سأل المحيطين:” فى حد هنا من أسيوط ؟” فأجبته : نعم .. أنا من أسيوط ،فأخرج من جيبه باليد الأخرى موبايله وقال لى : “اسمى إبرام جمال أنور أبانوب، من مركز أسيوط، نمرت والدى فى التليفون اتصل بحد من أهلى”، ..أخذت منه التليفون لأتصل بأهله فمنعنى الأمن مهددين بتحميلى المسئولية ورفضوا السماح لى بالاتصال وأخذوا الموبايلات .
ويضيف : ظل الشاب يتوسل ويستنجد دون فائدة،فقام الأمن بصرفنا من المكان قائلين: “اتكلوا على الله الإسعاف هيجى يقوم بالازم”، وجاءوا بأكياس الزبالة وغطوه بها وصرفونا من حوله، ولا أعرف مصيره هل مات أم نجده أحدهم. (ملحوظة: علمنا فيما بعد أن أبرام يتعالج على نفقة الدولة في أحد مستشفيات القوات المسلحة (نشكر الرب).
نقلا عن النداء
فى أيام الرحمات قُطع آخر خيط فى حبل “رحمةالمسئول” على سكة حديد مصر فى أول أيام عيد الأضحى المبارك .
إبرام جمال أنور أبانوب،ناشد الرحمة من قلوب مسئولين لا تعرف للكلمة معنى ولا دلالة .
مواطن مصرى الجنسية،مجند خادم للوطن وظيفته ما قبل الكارثة..أراد أن يناله من عيد أشقائه المسلمين حظاً بأن يقضى إجازة العيد وسط والده ووالدته فى مسقط رأسه بمحافظة أسيوط.
فى صباح يوم الخميس، ذهب “إبرام” إلى سكة حديد مصر، بعد أن استبدل ثيابه العسكرية بثياب مدنية لاستقلال قطار الغلابة إلى مدينته .
كان القطار يهمُ بمغادرة رصيف المحطة، أسرع إبرام محاولاً التعلق بآخر عربات القطار -كعادة كل ركاب قطارات الفقر الاهمال-،لم ينتبه لشئ إلا لرغبته فى اللحاق بالقطار حتى لا يعانى ويلات ومصاريف السفر.
أسرع “إبرام” من خطواته وأمسك بالباب الحديدى فى آخر عربة بالقطار لكنه لم ينتبه إلى نهاية السور الحديدى للمحطة فاصطدم به ليسقط أسفل عجلة القطار ما بين سور المحطة وقضبان السكة الحديد.
كانت السقطة نهاية المطاف له،لم يشعر “إبرام” بما لحق به، فقد بُترتا ذراعه ورجله من فوق الركبة، وتطايرتا بعيداً عنه على قضبان السكة الحديد.
كل ما كان يشعر به أنه لا يقوى على الحركة فظل يصرخ: إلحقونى ..إنجدونى أنا مجند عسكرى .
أسرع إليه المواطنون،يجمعون أجزائه المتناثرة،قربوها منه، رأها بعينه غير مصدقاً لما حل به فى لمح البصر .
طلب منهم نجدته والاتصال بوالده فى الصعيد،فأخرج “الموبايل” من جيبه وأعطاه لأحد المحيطين به لاستخراج الرقم والاتصال بأسرته، رفض رجال الأمن أن يسمحوا لأحد بالاتصال بأهله مهددين: “أى حد هيعمل أى حاجة من غير ما نقوله هنحمله المسئولية”.. حاول المواطنون حمله ونقله بعيداً عن قضبان السكة الحديد فرفض المسئولين فى محطة السكة الحديد منذرين المحيطين مجدداً بتحميلهم مسئولية تحريكه من مكانه، صرخ فيهم الناس: “طب إنقذوه أنتم واحملوه إلى الإسعاف؟”.
مرت الدقائق و”إبرام” يتلمس الرحمة من قلوب مسئولين عليها أقفالها بلا أى استجابة، لم يسعفوه، ولم يتركوا الأهالى تقوم بإسعافه، حتى بدأ صوته يخفو قليلاً قليلاً، ربما غاب عن الوعى وربما يأس من أن يسمع مسئول صوته وهو مُقطع وملقى على القضبان وهو من لم يسمعوا صوته يوماً وهو سليم معافى قادر على الحركة والتعبير.
دقائق طويلة مرت وكأنه ملقى فى منطقة مهجورة بإحدى الطرق الصحراوية،فلا نجدة وصلت ولا مسئول حرك ساكناً من مكانه،فجميعهم اكتفوا بعبارة: “إتصلنا بالاسعاف”.
يقول أحد شهود العيان: كنت أحجز تذاكر سفرى بالقطار أمس أول أيام العيد، وشاهدت شاب يجرى مسرعاً محاولاً اللحاق بأحد القطارات المتحركة على رصيف خط الصعيد، وفجأة؛ أصطدم الشاب بالسور الحديدى ليسقط أسفل القطار، هرولت نحوه مسرعاً فوجدته ملقى على قضبان السكة.
أسرعت محاولاً إنقاذه وحمله من على قضبان السكة فمنعنى الأمن والمسئولين بالمحطة، قائلين:” لا تحركه من مكانه وإلا حملناك المسئولية، انتظر حتى يأتى الإسعاف”،قلت: “نحمله إلى إسعاف المحطة مازال فى وعيه غير مدرك لما حل به”، إلا أنهم أصروا على موقفهم محذرين من الإقتراب منه، جمعت ساقه ورجله المبتورتين وسط التهديدات والوعيد وقلت لهم :” حرام نسيبه كده ده بنى آدام وفيه الروح”، وقمت بجمع ما تطاير من جسده ووضعتها بجواره بعد أن أفرغت ما فى بطنى من هول ما شهدت .
ويضيف شاهد العيان: ظل الشاب يصرخ فى الأمن:” أنا مجند فى الجيش ..أنا زميلكم إلحقونى”، بعدها سأل المحيطين:” فى حد هنا من أسيوط ؟” فأجبته : نعم .. أنا من أسيوط ،فأخرج من جيبه باليد الأخرى موبايله وقال لى : “اسمى إبرام جمال أنور أبانوب، من مركز أسيوط، نمرت والدى فى التليفون اتصل بحد من أهلى”، ..أخذت منه التليفون لأتصل بأهله فمنعنى الأمن مهددين بتحميلى المسئولية ورفضوا السماح لى بالاتصال وأخذوا الموبايلات .
ويضيف : ظل الشاب يتوسل ويستنجد دون فائدة،فقام الأمن بصرفنا من المكان قائلين: “اتكلوا على الله الإسعاف هيجى يقوم بالازم”، وجاءوا بأكياس الزبالة وغطوه بها وصرفونا من حوله، ولا أعرف مصيره هل مات أم نجده أحدهم. (ملحوظة: علمنا فيما بعد أن أبرام يتعالج على نفقة الدولة في أحد مستشفيات القوات المسلحة (نشكر الرب).
نقلا عن النداء