"في الـ10 سنوات القادمة الشتاء في مصر هايكون من
أبرد وأقسى السنوات يمكن من 200 أو 250 سنة فاتوا، والسبب إن مصر حلت محل
جنوب إيطاليا مناخيا، والمنخفض الجوي بقى عندنا إحنا، يعني ممكن نشوف درجات
حرارة منخفضة تصل ل -3 أو -5 في السنوات القادمة، والتلج والبرد هايبقى
عندنا عادي"، تدوينة كتبها شاب يدعى أحمد عبدالموجود عبر صفحته على موقع
التواصل الاجتماعي "فيسبوك" منذ عامين، متوقعا تغيرات مناخية حادة تشهدها
مصر خلال فصل الشتاء من كل عام، إلا أن هيئة الأرصاد الجوية كان لها رأي
آخر، حيث نفت على لسان متحدثها الرسمي وحيد سعودي مثل ذلك الكلام، بدعوى أن
صاحبه ليس من المتخصصين.
عبدالموجود الذي درس أساسيات الأرصاد والمناخ عبر
الإنترنت، وقرأ العديد من الكتب عن التغيرات المناخية، توقع عبر تدوينة
أخرى له أمس أن الوضع سيزداد سوءا خلال الفترة المقبلة، وستساهم التغيرات
المناخية في إصابة أكثر من 6 ملايين مواطن مصري بالضرر، وخاصة في مدينة
الإسكندرية التي تعد المدينة رقم 4 على العالم والأولى في البحر المتوسط من
حيث خطر التعرض للغرق بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، والذي يرتفع أكثر في
الشتاء ومع زيادة الأمطار.
ويتوقع العلماء، وفقا لعبدالموجود الذي عمل لفترة
بمنظمة عالمية لإدارة الكوارث وتقليل مخاطرها، أن يزداد منسوب سطح البحر
30 سنتيمترا بحلول 2025، وهذا ما تؤيده مئات رسائل الماجستير والدكتوراه،
منهم رسالة دكتوراه تتوقع أن تغرق مدينة الإسكندرية تماما لو ارتفع سطح
البحر 60 سنتيمترا، وغرق نصف المدينة عند ارتفاع سطح البحر 30 سنتيمترا.
وأكد أحمد عبدالموجود عبر تدوينته، أن ارتفاع سطح
البحر 3 سم عن مستواه في عام 2015 يعني عدم وجود أي شواطئ، "يعني كورنيش
إسكندرية كله من المعمورة للقلعة هايبقي الرصيف بيبص على البحر على طول من
غير شاطئ، ولن يفلح وقتها قيام الدولة بوضع حواجز أمواج خرسانية بطول
المدينة كحل مؤقت، بحسب قوله.
الطبيعة الجغرافية بمدينة الإسكندرية تزيد من
احتمالية سوء الأوضاع في حالة هطول الأمطار بحسب عبدالموجود، لأن الأرض
عالية من الجنوب وعالية في معظم المناطق على الكورنيش ومنخفضة في المنتصف،
وهذا يؤدي لتراكم المياه في منتصف المدينة وصعوبة تسريبها.
عبدالموجود أكد أن بعض الدول مثل اليابان وهولندا
تعاني تقريبا من نفس المشاكل في بعض المدن الساحلية المنخفضة، إلا أنهما
وجدتا حلولا لمشكلاتهما، "اليابان مثلا عملت شبكة تصريف أمطار/تسونامي بدأت
فيها سنة 1992، وانتهت منها 2005 تقريبا، وهي شبكة عميقة جدا وواسعة جدا"،
إلا أن مصر تأخرت في تنفيذ تلك الحلول، حيث أضاف عبدالموجود "لو بدأنا
النهاردة مش هنخلص قبل 2025، وبتكلفة مليارات، والمقابل هيكون نزوح حوالي
6.5 مليون مواطن من إسكندرية والدلتا للداخل، سواء بسبب السيول أو بسبب
ارتفاع ملوحة الأرض بسبب زيادة منسوب البحر، وبالتالي تعذر الزراعة في بعض
مناطق الدلتا".
دليل آخر استند إليه الشاب المدون لإثبات كلامه
بأن هذا العام سيكون الأصعب مناخيا منذ 60 سنة، بسبب اشتداد موسم الأمطار
في دول شرق إفريقيا "إثيوبيا، الصومال، رواندا، بروندي، كينيا"، وهذا يعني
أن فيضان النيل سيكون الأكبر منذ 60 سنة، وهذا يعني بدوره أن السد العالي
سيضطر لتصريف مليار متر مكعب يوميا زيادة عن التصريف الطبيعي له، وهذا لا
قلق منه على السد العالي لأنه يستطيع التحمل، وهذا يعني ارتفاع فيضان النيل
بشكل كبير يمكن استغلاله لصالحنا أو يتسبب في بعض الأضرار، بحسب قوله.
وقال عبدالموجود، إن "النينيو" ظاهرة عالمية
متكررة ودورية تستحق الدراسة، وستؤدي لأمطار شبه استوائية على جنوب مصر هذا
العام، وخاصة في أسوان والأقصر وقنا والبحر الأحمر، خصوصا في موسم
الفيضان، "يعني محدش يستغرب لما يلاقي في أمطار في أسوان في شهر يونيو
2016، تنبؤ مناخي أهو قبلها بـ8 شهور".
المصدر: جريدة الوطن