الحكومة تنتفض لمواجهة الأمطار.. و«الأرصاد»: سيول على القاهرة اليوم

تحرّكت حكومة المهندس شريف إسماعيل مبكراً، صباح أمس، مع تساقط الأمطار، إذ شاركت القوات المسلحة، ونحو 4 وزارات فى مواجهة موجة الطقس السيئ التى ضربت البلاد، وذلك لتلافى تكرار أزمة الإسكندرية التى حدثت مؤخراً بسبب تساقط الأمطار، وعدم تصريفها.

وتوقعت الهيئة العامة للأرصاد الجوية استمرار حالة عدم الاستقرار فى الأحوال الجوية فى ربوع البلاد لمدة يومين على أقل تقدير. وقال وحيد سعودى، المتحدث باسم الهيئة، إن معظم أنحاء البلاد، بما فيها محافظات القاهرة، والإسكندرية، وشمال وجنوب سيناء، والسواحل الشمالية ستشهد سقوط أمطار رعدية غزيرة، إلا أنها ستصل إلى حد السيول على سيناء. 

أضاف المتحدث باسم «الأرصاد الجوية»، فى تصريح لـ«الوطن»، أن درجات الحرارة ستنخفض بمعدل يصل إلى درجتين كاملتين مع استمرار نشاط الرياح، واستمرار اضطراب حركة الملاحة البحرية على البحرين الأحمر والمتوسط.

وتابع المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، مع المحافظين الذين تعرّضت محافظاتهم للأمطار الغزيرة، الأوضاع داخل محافظاتهم، ومدى الاستعدادات اللازمة للتعامل معها. ووجّه الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان، بمتابعة توافر الإمكانيات اللازمة لتصريف المياه المتجمّعة نتيجة سقوط الأمطار بعدد من المحافظات التى تعرّضت لأمطار غزيرة وسيول، وكذا العمل على تعزيز هذه الإمكانيات من خلال التنسيق مع المحافظات المجاورة.

ولفت «مدبولى» إلى أنه تم الدفع بـ12 سيارة من محافظات القاهرة والجيزة والمنيا، للمشاركة فى التعامل مع المياه المتجمّعة فى محافظة البحيرة، بالإضافة إلى الاستعانة بمعدات وأدوات شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالبحيرة للتعامل مع هذا الموقف.

ووجّه «إسماعيل» وزيرة التضامن الاجتماعى، غادة والى، لحصر كل المتضررين، والتلفيات الناتجة عن سقوط الأمطار الغزيرة فى بعض المحافظات، لتعويضهم عن هذه الأضرار، كما توفر الوزارة المواد الغذائية والبطاطين والخيم اللازمة للمتضررين من سقوط الأمطار الغزيرة والسيول فى بعض المحافظات.

فى السياق ذاته، فوّض رئيس الوزراء، المحافظين فى المحافظات التى تعرّضت لسقوط أمطار غزيرة وسيول، فى دراسة إمكانية منح إجازة أمس أو اليوم للعاملين بالمصالح الحكومية وطلاب المدارس، وذلك طبقاً لتقديرهم للأوضاع فى المناطق المتضرّرة.

وخفّضت وزارة الموارد المائية والرى مناسيب المياه فى الترع والرياحات الرئيسية على مستوى الجمهورية، لضمان استيعاب أى كميات من مياه الأمطار، وعدم غرق الأراضى الزراعية، مشيراً إلى أنه تم تعديل جدول توزيع المياه، وتخفيض المنصرف من السد العالى بما يتلاءم مع الأمطار والسيول المتوقع سقوطها وبما يسمح لنهر النيل وفروعه والمجارى المائية باستقبال التصرّفات المائية الناجمة عنها.

وشكّلت وزارة النقل مجموعات عمل وطوارئ لتفقُّد الطرق والمحاور المعرّضة للسيول، لمتابعة استعدادات هيئات الوزارة لمواجهة السيول، وتجنّب آثارها، مؤكدة فى بيان لها أمس أن الدكتور سعد الجيوشى، وزير النقل، تابع فى مجلس الوزراء لحظة بلحظة الجهود المبذولة لدفع المياه من على طريق إسكندرية الصحراوى، حتى لا تتوقف حركة المرور.

وقال السفير حسام القاويش، المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء، إنه تم إخلاء 100 مواطن من أهالى قرية عفونة بوادى النطرون، التى حاصرتها المياه، بالتنسيق مع القوات المسلحة.

يأتى ذلك، فيما شاركت المنطقة الشمالية العسكرية فى صرف مياه المطار ودفعت بـ7 أطقم فنية مجهّزة بأحدث المعدات، و12 طلمبة لرفع المياه، من الطرق الرئيسية والأنفاق، كما فتحت المحاور المرورية والطرق البديلة للمناطق الغارقة.

ودفعت القوات المسلحة بـ10 عربات مساعدات غذائية وبطاطين وأغطية ومواد تموينية لمعاونة الأهالى المتضررين، وتلقى مركز عمليات «المنطقة الشمالية» استغاثات المواطنين على مدار الـ24 ساعة.

وتسبّبت موجة الطقس السيئ فى غلق الموانئ البحرية، لحين تحسّن حالة الطقس، وتسبب ارتفاع المد والجزر لدى ميناءى مرسى مطروح والسلوم، فى عدم السماح بخروج مراكب الصيد، أو استخراج تصاريح صيد الأسماك بسواحل مطروح، بسبب ارتفاع المد والجزر فى البحر، وعدم استقرار الحالة الجوية. فيما هاجمت السيول والأمطار مناطق عدة فى مطروح وفى المنوفية تسبب الطقس السيئ فى تعطل الطرق وانقطاع التيار الكهربائى. وفى بورسعيد، شهدت المحافظة أمطاراً متقطعة، صاحبتها رياح شديدة، الأمر الذى تسبّب فى حالة من الذعر بين المواطنين، وانتشر عمال الأحياء لتنظيف البالوعات فى الشوارع، لتسهيل نزول الأمطار، حتى لا تتكرر كارثة الإسكندرية مرة أخرى فى بورسعيد.

وفى دمياط، أكد حمدى الغرباوى، نقيب الصيادين بمدينة عزبة البرج، إغلاق بوغاز العزبة، وتوقف حركة الصيد بعد ارتفاع الأمواج إلى ثلاثة أمتار. وفى السويس، قال عبدالرحيم مصطفى، المتحدث الإعلامى لهيئة موانئ البحر الأحمر، إنه تم إعادة فتح موانئ السويس الثلاثة فى تمام الساعة التاسعة والنصف صباحاً، بعد إغلاقها لمدة ساعة، واستئناف حركة الملاحة عقب التحسُّن التدريجى للأحوال الجوية ووضوح الرؤية.